تداعيات أزمة كورونا على التكامل والإندماج الأوروبي
Loading...
Date
2022
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
قسم العلوم السياسية
Abstract
لقد شكل المسار التكاملي الأوروبي بمختلف محطاته وتحولاته وصولا إلى شكله الحالي نموذجا يحتذى به ، بالغم من كل العراقيل التي مر بها ، نظرا إلى الإرادة السياسية القوية للدول الأوروبية في التمسك بالتكامل والإندماج كخيار أساسي في ظل التحولات الدولية وذلك للحفاظ على تواجد قوي في النسق الدولي ، وكل الأزمات التي اختبرت تماسك هذا الإتحاد لم تكن سوى دفعا قويا لتطليع مساره نحو تماسك أكبر ، وهذا ما حصل مع أزمة كورونا فقد مست الأزمة جميع الأصعدة إنطلاقا من الصحية إلى الإقتصادية والإجتماعية وصولا إلى اللا إستقرار السياسي ، ولم يكن هذا الإرتباك سوى في الربع الأول
من سنة 2019 ، حيث لم تستجب الدول الأوروبية للخيار التكاملي واتجهت نحو الأنانية والصراع . ولكن وسرعان ما أعاد البيت الأوروبي تنظيم حسابات من خلال خطط أطلقها على مدار سنتين 2021/2020 كانت كفيلة بتعافي الاقتصادات الأوروبية وتجاوزها لجزء كبير من الخسائر التي لحقت بها ، ضف إلى كل ذلك المناعة التي إكتسبها الإتحاد في مواجهة أي خطر للتفكك ودروس مستفادة من الأزمة منحت مؤسسات الإتحاد حنكة أكبر وطورت من سياساته وأصبحت أكثر جرأة في إعتماد أغلفة مالية كبيرة في هكذا حالات ، ولو بحثنا عن تداعيات الأزمة على الإتحاد فممكن أن نختصرها في كونها سلبية على المدى القريب وذات إنعكاس إيجابي على المدى البعيد سواء على الإتحاد أو الحكومات بإيقانهم بأن التكامل يظل الخيار الأمثل لتجاوز كل الأزمات ، والدفع نحو التطور والإستمرارية من كل ما تقدم نخلص إلى جملة من الإستنتاجات :
إن نظريات التكامل والإندماج رهينة الاتجاه العام للثقافة التي ظهرت فيها ألا وهي الثقافة الغربية المتميزة بالمادية والليبرالية ويظهر هذا في النظرية العامة للتكامل الاندماجي عندما تؤسس للتكامل انطلاقا من القطاع الاقتصادي فهذا جوهر فيها لا يتغير وعلى أساسه ترفض كل تكامل مخالف هذا البعد ، لهذا تدعو إلى تحرير الاقتصاد من كل القيود السياسية والأخلاقية والثقافية (مبدأ الشكل يتبع الوظيفة في نظرية الوظيفية لدايفيد ميتراني)
. هذه النظرية تؤسس للنزعة والنظرة المركزية الأوروبية وتسقط الخاص على العام والجزء على
الكل في الوقت الذي لايساوي فيه الجزء بل يتميز عنه ويختلف عنه في الجوهر ،حيث أن له
ثقافاته المتميزة و التي ترى التكامل يتأسس على عوامل غير إقتصادية بالأساس.