البنية السردية في الرواية الجزائرية رواية "حنين لياسين نوار" –دراسة بنيوية

Abstract
تسرد الرواية أحداثا معقدة وكثيرة تدور كلها ، أو أغلبها على الأقل ، في حي شعبي من الأحياء الكثيرة التي تنتشر في المدينة ، بل إن تلك الأحياء الشعبية هي السمة البارزة في المدينة التي قام الكاتب بإخفاء اسمها عمدا لكي يعرف أنها تشبه كل مدينة أخرى من المدن على امتداد التراب الجزائري ، وأن أحداثها وإن كانت متخيلة يمكن أن تحصل في أي مكان ... تدور الرواية في عمومها حول صديقين يتجاذبان أطراف الحديث و يتذاكران أيام الطفولة التي أضحت بعيدة الّآن ، ولكن تدريجيا يجدان أن حياة رجل ثالث تدخل بينهما لكي تسرد عليهما أحداثا عجيبة لم يكن أي منهما يتوقع أنها تجري بجوارهما ، لكي تصير بعد وقت قصير جزءا لا يتجزأ من واقع كل منهما ... تدريجيا بشعر الصديقان أن بينهما من ألفة ومحبة قد عاد إلى ما كان عليه قبل النأي ، إنه النأي الذي فرضته الدراسة الجامعية والحياة بصفة عامة ، وفي هذا الوقت بالذات يقرر أحدهما الارتباط لإتمام نصف دينه ، سوى أن أحداثا كثيرة تحصل فيما بعد سوف تبين له أن اختياره لم يكن موقفا من الأول ، مع ذلك فإنه يستمر في سعيه الحثيث المتواصل لبلوغ المستحيل ، لكي يتبين أنه كان يبحث في المكان غير الملائم طوال الوقت لأن رفيقه حياته الحقيقية تعيش بجوار بيته لا يفصل بيتها عن بيته سوى شارع واحد ، في نفس الحي الشعبي الذي يقطنه مند طفولته و لا يعرف غيره ، وأنها ليست إلا شقيقة أعز أصحابه . إنها رواية عن التقاليد المنسية التي كان الأحرى بنا أن نراعيها ونهتم بها أكثر مما نهتم ، ونضعها في المقام الأول من تقديرنا طوال الوقت ولا نتهاون في ذلك ، وهي أيضا رواية عن التضامن والصداقة الحقيقية والشجاعة والتضحية ، في مقابل الخيانة والخساسة والانتهازية التي يتصف بها البعض من الناس ...
Description
Keywords
Citation