دور مجلس التعاون الخليجي في إدارة الأزمة في اليمن مند 2011
Loading...
Date
2018
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق والعلوم السياسية
Abstract
لقد شكلت ثورات الحراك العربي سمة العصر الذي شهد تحولات عديدة على مستوى نظام الحكم حيث برزت مخاوف لدى الدول العربية من عبور الحراك عليها وتمركزت في المنطقة، الأمر الذي يهدد بأمن واستقرار الدولة وقد عانت الدول التي شهدت هذه الثورات كثيرا، حيث تعتبر اليمن من بين الدول التي عانت ومازالت تعاني نتيجة لاستمرار الأزمة ما بين الانقلابين والحكومة في مواجهات واشتباكات حامية ومحتدمة ساعد على تصعيدها تغذية خارجية لهذه الأزمة بغية تحقيق أهداف مصلحية لهم.
تحرك مجلس التعاون الخليجي في الأزمة في اليمن من خلال تقديمه في أفريل 2011م مبادرة ساعدت على التخفيف من حدة الأزمة؛ والتي انبثق عنها عمليات عديدة سعت إلى القضاء على فتيل النزاع وتسوية الأوضاع في اليمن، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لأن إيران والتي تعتبر الطرف الرئيسي المحرك لمجريات الأزمة بتدخلها عن طريق الحركة الحوثية ذات الاتجاه الشيعي ذو الولاء المنحاز إلى إيران المستمرة في تقديم الدعم المادي والمعنوي للحوثيين، الذين سعوا إلى توسيع دائرة نفوذهم في اليمن باستيلائهم على معظم مدنها، الأمر الذي اضطر بمجلس التعاون الخليجي إلى تشكيل تحالف عربي برئاسة العربية السعودية لمواجهة المد الحوثي في المنطقة، والذي قام بتنفيذ عملية عسكرية "عاصفة الحزم" إلا أنه بالرغم من نجاحها النسبي في البداية إلا أن قوات التحالف بدأت تتراجع نتيجة انسحاب بعض الدول المشاركة فيما يسبب الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بهم.
يبقى دور مجلس التعاون الخليجي في إدارة الأزمة في اليمن نسبي إلى حد ما لأنه لم يقدم على خطوات حاسمة لإدارة الأزمة والقضاء عليها نتيجة تأثره بالأزمة وما أفرزته من انعكاسات حيث نشبت خلافات داخلية بين الدول لأعضاء هزت بتماسك وحدة المنظمة وبمدى قدرتهما على تقديم مبادرة تدير بها الأزمة، بالإضافة إلى الخسائر التي تعرضت لها الدول الأعضاء بالمجلس بسبب قيامهم بعملية عاصفة الحزم، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية التي تعاني منها دول المجلس، غير ذلك يبقى دور مجلس التعاون الخليجي في إدارة الأزمة في اليمن في تذبذب وتراجع
دون تحقيق الأهداف المرجوة، خصوصا وأن اشتداد الاشتباكات والمواجهات بين المعارضة
والحكومة في اليمن يصعب من إمكانية وضع احتمال واضح لمسار الأزمة اليمنية.