الدور الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي بعد 2011
Loading...
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق و العلوم السياسية
Abstract
لقد تعرض المحيط الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي بعد سنة 2011 إلى مجموعة من التطورات الجديدة، والتي انعكست بدورها على أمن واستقرار دول المجلس، لتشكل تهديدا هائلا لأمن النظام الاستراتيجي، كما أن هذه الأوضاع الجديدة خلقت تحديات جديدة، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، لكن من حسن طالع دول مجلس التعاون الخليجي أنها أفلتت من طوق الانقلابات السياسية، التي اجتاحت غالبية جاراتها من الدول العربية، مع وجود بعض الاحتجاجات الطفيفة، ورغم ذلك فهي لم تسلم من تبعات تلك الانقلابات، ووجدت نفسها أمام تحديات من نوع آخر، أبرزها الخطر الإرهابي "داعش"، مع استمرار التهديدات الإيرانية في التوسع خاصة بعد الوصول إلى اتفاق نووي مع مجموعة (15) التي كانت له تبعات خطيرة على دول مجلس التعاون الخليجي، ومع بروز تلك التحديات. حاولت دول المجلس التصدي لها من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والخطط، فقد أظهر الخليجيون حرصهم على احتواء الفوضى التي أحدثتها ثورات الربيع العربي في المنطقة، وذلك عبر بناء مجموعة من التصورات والرؤى الخاصة بالدور الإقليمي المطلوب لمواجهة هذه التحديات، وتمثلت تلك التصورات في دعوة السعودية إلى إقامة اتحاد خليجي، بالإضافة إلى سعي دول مجلس التعاون الخليجي إلى القيام بإصلاحات سياسية على المستوى الداخلي لكل دولة، وذلك سعيا منها إلى تطوير العمل الخليجي المشترك، كما أنها سعت إلى تطوير المنظومة العسكرية الجماعية ومحاولة توسیع مجلس التعاون الخليجي من خلال دعوة كل من الأردن والمغرب إلى الانضمام للمجلس. ولقد كان تدخله لحل الأزمات الناشئة في المنطقة العربية دليلا بارزا على سعي مجلس التعاون الخليجي للقيام بدور إقليمي فعال، خاصة وأنه حمل على عاتقه مسؤولية حماية المنطقة العربية من كل خطر، وذلك نتيجة تراجع أدوار أبرز اللاعبين الإقليميين من بينهم مصر وسوريا والعراق، وتجسد ذلك من خلال تدخله السياسي لحل الأزمة السورية، كما أنه قدم نموذج للتدخل العسكري العربي الناجح، من خلال تدخله العسكري في اليمن بعد محاولة حل الأزمة اليمنية بالطرق الدبلوماسية، وإلى حد ما ساهم في تراجع الخطر الحوثي، وهذه الخطوة حسبت لصالحه عبر قيامه بدور فاعل في حل الأزمة اليمنية، على الرغم من فشله في حل الأزمة السورية .