التّصّورات الاجتماعيّة للهويّة المهنيّة عند طلبة علم النّفس المقبلين على التّخّرج

Abstract
إن الهویة هي كل ما یكون الإنسان في تفرده وكل الخصائص التي تعرفه وتحدده، هي سیرورة دینامیكیة تؤدي إلى توافق كل الأبعاد المتناقضة التي تدخل في بناء الذات وتطورها، هذه السیرورة ناشطة خاصة في الطفولة لتستمر بعد ذلك في الإنبناء مدى الحیاة. لكن العلاقة الثنائیة للهویة لا تنحصر في )الذات/الآخر(، بل تتحداها إلى ما یسمى بالمحتوى الذي تنسب إلیه، هذا المحتوى یمثل بعدا، حاملا للمعاییر، القیم، القواعد، العلاقات العمیقة والمتحذرة، كالعائلة، الطبقة، جماعة الرفاق، أو الجماعات المهنیة، وعلیه فموضوع هذه الدراسة، یدور حول التصورات الاجتماعیة للهویة المهنیة عند خلیة علم النفس المقبلین على التخرج، لأن التصورات الاجتماعیة تساهم في إعطاء هویة شخصیة واجتماعیة تتوافق والنظام العتیمي للمجتمع، كما تساهم في الحفاظ علیها . فالاشتراك في الأفكار واللغة، والمعتقد، یعد تدعیما للروابط وتأكیدا للهویة والانتماء الاجتماعیین، لیخلص هدف البحث إلى محاولة معرفة المیكانزمات الذاتیة والشخصیة والاجتماعیة التي تدخل في إدراك وتصور هؤلاء الطلبة لهویتهم المهنیة عبر مسارهم التكویني الأكادیمي، لأن أولى الفضاءات التي تدخل في سیرورة بناء الهویات المهنیة، هي تلك الفضاءات الأكادیمیة للتكوین، فحاولنا من خلالها الإجابة على أسئلة محوریة تخص الوضعیة التكوینیة لطلبة علم النفس من خلال الإجابة على كمن یكونون؟ وماذا یریدون؟ وكیف یدركون نظرة الآخر، داخل الجامعة، العائلة، أو الفضاءات المهنیة الأخرى؟ ما هو واقع تكوینه، ما هي تقمصاته المهنیة، مشاكله، صراعاته، تحدیاته، وكذلك استراتیجیاته التي یتبناها من أجل بلورة وتكوین هویته المهنیة.وخلصنا إلى هذه النتائج، التي تمت معالجتها بطریقتین كمیة استعمالنا فیها أداة الاستبیان، وكیفیة استعمالنا فیها أداة الاستحضار التسلسلي، إن طالب علم النفس المقبل على التخرج یعیش وضعیة صراعه معقدة بین من یكونون حقیقة ماذا یریدون. ٕ حتى وان كان اختیارهم لتخصص علم النفس، كان في إطار مشروع مهني من أجل الذات، ومن أجل الآخر، إنها الهویة المهنیة في بعدها الفردي أي الهویة المقصودة. لكن الواقع التكویني الأكادیمي، یضعه أمام كثیر من الصراعات ناتجة عن الأنماط التكوینیة المتبعة في الجامعة الجزائریة التي لا تتماشى مع بیئته الثقافیة الخاصة، وعبر هؤلاء الطلبة عن إستیائهم من اختصار تكوینهم على الجانب النظري في حین یعتبر علم النفس من التخصصات التي تحتاج إلى كثیر من الممارسة والتطبیق والاحتكاك بالواقع الإكلینیكي، وحتى تلك النماذج الرجعیة التقمصیة غیر مكتملة ، مما یؤثر سلبا على تبلور تصوراتهم ٕوادراكاتهم المهنیة. إن هذه الضبابیة في محتوى التصورات الاجتماعیة لا تسمح لهؤلاء الطلبة بتكوین هویة واضحة وصلبة تساعده على حل صراعاته الشعوریة واللاشعوریة التي تؤهله لتأدیة أدواره المهنیة. ولن یتغیر هذا الواقع إلا بتبني استراتیجیات لإعادة هیكلة الأنماط التكوینیة ولهذا التخصص، تمرید فترة التكوین، ولاستدخال الجانب التطبیقي خلال كل سنوات التكوین، مما یكسر حاجز الخوف والقلق الذي یغیر الطلبة حول علم النفس ونظریاته داخل عمل تنسیقي منظم مع أساتذتهم المؤطرین
Description
Keywords
Citation
Collections