فاعلية ألمانيا كقوة مدنية في حوكمة الاتحاد الأوروبي
Loading...
Date
2016
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق و العلوم السياسية
Abstract
إن الإحاطة النظرية والتجريبية العملية بموضوع "فاعلية ألمانيا كقوة مدنية في حوكمة الاتحاد الأوروبي" ، تطلبت البحث في صحة الافتراضات المقدمة ، والتي تتمثل على التوالي في : التموقع النظري لكل من مفهومي "القوة المدنية الألمانية" و "حوكمة الاتحاد الأوروبي" وصولا للمداخل التجريبية التي تقاس خلالها فاعلية القوة المدنية الألمانية في حوكمة كل من "أزمة منطقة اليورو 2010" و"أزمة اللاجئين 2015 ".
تحاول الدراسة في شقها النظري، فحص العوامل المساهمة في الفاعلية الألمانية من حيث قوتها المدنية بما يخدم حوكمة الاتحاد الأوروبي في سياق علمي أكاديمي، وقد تجاوز الشكل التقليدي لمفهوم القوة، أي التصوب نحو ما أعاد إنتاجه منظر القوة المدنية الألمانية Hanns W. Maall الذي أسس مدلولها على فترة متمركزة بالأساس على " civilising" أو " تمدين" العلاقات الدولية، بدلا من مجرد فكرة انشطار مفهوم القوة "civilian : مدنية القوة و" military ": عسكريتها، و من و من ثمة إبراز الأثر البالغ الذي تحدثه في السياسة العامة الإقليمية و حتى العالمية منها.
أما الشق العملي ، فما كان إلا تتبعا للتحولات الامريكية التي يشهدها النظام العالمي بمحاولة تقديم تفسير منطقي لفهم التفاعلات القائمة بين متغير فاعلية ألمانيا كقوة مدنية ، ومتغير النشاط الحوكمي للاتحاد الأوروبي من جهة ، وذلك بالإسقاط المباشر لمخرجات الدراسة النظرية في نطاقها العملي، حيث يمثل اختباراً حقيقيا للقوة المدنية موفرا في مضمونه مساحة مشتركة تعمل على إيجاد درجة العلاقة بين متغيري الدراسة
تخلص الدراسة لمجموع نتائج على قدر من الأهمية و الدلالة، فالأزمات التي تعرضت لها مؤسسة الاتحاد الأوروبي محدثة خللا وظيفياً و بنيويا ، جعلت من الدولة الألمانية كونها قوة مدنية على قدر كبير من الفاعلية لحوكمة هذه الأزمات ، والخروج بحلول تتفاوت بين الصرامة" في أزمة منطقة اليورو 2010 ، و "المرونة" في حالة أزمة اللاجئين 2015 لكن المؤكد أن سلوكها المدني ضمن هذه المؤسسة أهلها لأن تحتل مرتبة القيادة الأوروبية
لدرجة تجعل منها دولة ذات نموذج مدني قابل للتثاقف بين دول إقليمها.