التجربة الشعرية عند أحسن دواس
Loading...
Date
2023
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة 20 أوت 1955
Abstract
كان هدفنا الأساس المرجو من هذا البحث منذ بدايته هو محاولة تسليط الضوء على التّجربة
ال ّشعرية عند (أحسن دواس) المنتمي إلى جيل ال ّشعراء المعاصرين في الجزائر، والذي حمل على عاتقه
مسؤولية الالتزام بمختلف القضايا في مجتمعه منها الأدبية والفكرية والثقافية والاجتماعية ...
– دواوين ال ّشاعر مرآة عاكسة لحياته، فقد عّبّ عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته وعن أهم
اللحظات التي مّر بها، فنلمس صدقه الفني والعاطفي وبالتّالي تأثيره في المتلقي أّيما تأثير .
– لك ّل شاعر مناهل يستمد منها معانيه المقصودة ودلالاته الإيحائية بحسب ما يلائم تجربته ال ّشعرية
فكثيرا ما ارتكز شاعرنا في هندسة قصائده على التقنية القديمة والتقليدية حيث كانت له رؤية
تقليدية اتّبع فيها النظام التقليدي للقصائد من خلال تأثره بال ّشعر العربي القديم، ورؤية حدا
منفتحة على نظام الأسطر الذي يعتمد على آفاق التجديد ومقتضيات التحديث الفنية من خلال
نّوذج ال ّشعر الحر وتجربة قصيدة النثر ومدى قدرتها على تكوين سياقات شعرية جديدة.
– يتأرجح ال ّشاعر بين قطبين متضادين هما اليأس والأمل من خلال تعايشه المستمر للواقع، ولعلّه
ينشد الّراحة من خلال تحديه باتّباع خطة ثابتة نحو الطموح والحلم.
– عالج ال ّشاعر(أحسن دواس) مواضيع مختلفة، مّا يدّل على طول نفس ال ّشاعر وسعة اطّلاعه
فلقد اّتخذ من المعطيات الدينية مرجعية دلالية حين تناصت نصوصه مع النّص القرآني وقصص
الأنبياء وحتى مع الحديث النبوي الشريف.
– اهتم ال ّشاعر بفئة الأطفال فخ ّصص لهم ديوانا بعنوان "أهازيج الفرح" وقد راع فيه اللّغة البسيطة
التي تقّرب المعنى من أذهانهم،كما اهتم بالأسلوب المباشر والشيّق وابتعد بهم عن الملل والرتابةولقد
احتوت أشعاره على معجم شعري يتماشى وأعمارهم، كما اختار لهم مواضيع اجتماعية وأخلاقية
يمكن استغلالها في تربية الأطفال، دون أن ننسى اهتمامه بالخيال وإيحاءاته الدلالية.
– في بعض قصائد ال ّشاعر غربة واستغراب من الواقع في بلده، نظرا لتدهور الأوضاع، وضياع القيم
والأخلاق.– المتن ال ّشعري (أحسن دواس) يظهر تنوعه في رسم رمزيته بين أنّاط مختلفة من الرمز استقاها من
ثقافات متعددة، ومراحل تاريخية مختلفة.
– صنع ال ّشاعر لنفسه نصا معاصرا متميزا في ال ّشكل والمضمون حيث لجأ إلى اعتماد الغموض
– ابتكار عوالم جديدة مزج فيها بين المحتوى الفكري والموقف ال ّشعري والتصوير الخيالي.
– استطاع (أحسن دواس) أن يوظّف التكرار باعتباره ركنا من أركان الإيقاع الداخلي فكان حاضرا
بجميع مستوياته المختلفة: الصوتي، واللفظي والتركيبي، مّا أضفى إيقاعا موسيقيا متميزا، فقد كان
له صدىكبيراً وتأثيرا علينا، فجعلنا نحس بألم وفرح ال ّشاعر.
– إ ّن توظيف تقنية التدوير في نصوصه الإبداعية كان لها الفضل في تحقيق وحدة التفعيلة من خلال
كسر رتابة الشطرين وإثراء الدلالة المتوالدة، هذا ما جعل مقاطع القصيدة وأجزاءها ُلحمة واحدة.
– من الأدوات الفنية التي اعتمدها ال ّشاعر في نصوصه الإبداعية الصورة ال ّشعرية وأثرها العميق في
النفس، باعتبارها حلقة وصل بينه وبين المتلقي.
– ال ّشعر عند (أحسن دواس) ليس مجرد كتابة فقط، بل هو نّط عيش ورؤية للعالم؛ وعلى أساس
هذا الفهم الواعي، والإدراك العميق حاول البحث عن أشكال مغايرة لتتبع تطورات الحياة وتجّدد
معبّا عن ذاته أولا وعن مجتمعه ثانيا، من خلال رصد الهموم والطموحات اليومية وتوجيهها نحو
المسار القويم، فلقد اختار الكلمة المؤثرة والنبض المرهف لمعالجة القضايا الآنية والعصرية.
– (أحسن دواس) من ال ّشعراء الذين استطاعوا بجدارة إثبات هويتهم ال ّشعرية؛ فلقد اتخذ أطرا
معينةوأساليب محددة لإحداث المغايرة والتمايز الإبداعي الأدبي، من خلال فهم كل
التمظهراتوالتأسيس لنص مثقف عبّ خلفية فكرية وفنية واعية، فلقد واكب الأحداث العظيمة التي
صاحبت مسيرة حياته، وشهد عن قرب التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي خلقت
حوارا تفاعليا، فتح له أفقا فعليا ناشد من خلاله مرجعيات مختلفة، فهو لا ينطلق من فراغ في
تشكيل عوالمه ال ّشعرية، بل نجده ينتقي أعماله ال ّشعرية باحتراف رغم بساطتها، وينقل انفعالاته
بطاقة إبداعية وفكرية جمالية
وفي الأخير تجدر بنا الإشارة إلى أ ّن البحث في التجربة ال ّشعرية، لم يكن بالأمر اليسير، فمع
وجود عناصر بسيطة تدخل في أجزاء هذه التجربة، إلاّ أ ّن لها سعة دلالية كبيرة، كما أنّه يمكن أن
نقول أ ّن هذه الأجزاء تحضركعناصر فاتحة للمعنى ومضيئة للعتمات