البعدين الإقتصادي و الأمني في السياسة الأمريكية تجاه دول شمال إفريقيا
Loading...
Date
2020
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق و العلوم السياسية
Abstract
على ضوء ما تقدم نستنتج أن الأبعاد التي أدت بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الإهتمام بدول
منطقة شمال إفريقيا و الآليات التي إستخدمتها في تحقيق هذه الأبعاد كلها أسباب و دوافع كانت تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلالها إلى تحقيق أهداف إقتصادية متمثلة في الموارد النفطية و الغازية و المعدنية التي تتوفر عليها المنطقة، إضافة إلى حماية أمنها القومي خوفا من إنتشار و تنامي ظاهرة الإرهاب بما يهدد مصالحها في المنطقة.
كما يرجع إهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بدول منطقة شمال إفريقيا لما تمتاز به هذه الأخيرة من قربها من أمريكا من جهة المحيط الأطلسي، إضافة لكونها تعتبر منطقة تنافس القوى الدولية الأخرى مثل فرنسا وبريطانيا و روسيا بالإضافة إلى الصين واليابان، هذا ما جعل و الولايات المتحدة الأمريكية توجه إهتمامها لمنطقة شمال إفريقيا.
إن الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها تجاه دول شمال إفريقيا كانت تعتمد في الغالب في مجالها السياسي على توطيد العلاقات مع دول المنطقة لمساعدتها في الخروج من الأزمات و المتمثلة في الإرهاب و عدم الإستقرار والتخلف، و من وجهة نظر الإدارة الأمريكية كل تلك الأزمات راجع إلى معاناة دول شمال إفريقيا من الفقر و التدهور المعيشي و الإقتصادي.
و قد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على زيادة قيمة المساعدات المادية التي توجهها إلى الدول الفقيرة في المنطقة، غير أن هذه المبادرات لم يكن الهدف من ورائها هو تقديم الدعم و الإعانة لدول تلك المنطقة، و إنما كانت الغاية الحقيقية من ورائها هو حفظ استقرار دول المنطقة من أجل حماية المصالح الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء ما يسمى بالمساعدات.
بعد ذلك عمدت الولايات المتحدة في سياستها تجاه منطقة شمال إفريقيا في مجالها السياسي إلى إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي، و التي تعتمد على الشراكة مع دول المنطقة و الإحترام المتبادل، كما أن الولايات المتحدة إعتمدت على تغيير الفكر الإستراتيجي في السياسة الخارجية تجاه دول شمال إفريقيا، حيث أن هاته السياسة كانت مغايرة للسياسة السابقة، و ذلك من خلال محاولة تغيير ضورتها أمام العالم و خاصة تجاه المسلمين و ذلك من أجل دفع هذه الدول إلى عقد شراكة مع أمريكا حتى تستفيد هذه الأخيرة من الموارد المتاحة في هذه الدول.