التأثير الجيوسياسي لحلف شمال الأطلسي – الناتو – على توسع حدود القومية الروسية
Loading...
Date
2019
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق و العلوم السياسية
Abstract
يرصد محتوى موضوع البحث، بواعث تطور العلاقات الدولية في إطار شرق_غرب،على ضوء
دراسة حالة الفضاء الأورو-آسيوي الضخم بأبعاده الجيوسياسية،وفقا لما يتلاءم والظواهرالإقليمية والدولية
المؤثرة في هذه العلاقات، فتسعى لدفعها بالمضي قدما أو بتثبيطها،وهذا ما يبدو جليا بعودة العامل
العسكري بدوره الجديد الذي يتضاعف بين القوتين العظميين ودخولهما في منافسة موسعة تحمل في
طياتها بذور حرب باردة ثانية وجديدة على أنقاض فتور سابقتها، بعودة امتلاك مخازن الأسلحة
الإستراتيجية العصرية،المستخدمة الآن في إطار التأثير الجيوسياسي لمنظمة حلف شمال الأطلسي الناتو
بهيئتها كمشروع لقوى متعددة الجوانب تسعى أساسا لضرب إقليم أوراسيا الضخم انطلاقا من مراقبة توسع
حدود قومية روسيا.
يفسر تصاعد حدة التنافس على أوراسيا ببعدها المكاني المستحضر لجغرافيا مستفزة للجوانب
الجيوسياسية،والدافعة إلى رسم وتحديد نمط العلاقات الدولية الجديد المؤثر على أشكال التفاعل الدولي
الآخذ في أبعاده الصراعية،بدءا بالشروع في تطبيق أسس العقيدة الجيوبوليتيكية الدوغينية ،منذ وصول
القيصر الروسي الجديد"فلاديمير بوتين"سدة الحكم وإعلانه للحرب الروسية الهجينة المقدسة في إطار ما
عرف بالفخ الذهني البوتيني لسياسة رد الفعل المنتظر،المكافيء بالند لمواقف صناع قرار البيت الأبيض
وحلفائه، بنواياهم الأطلسية،وآلياتهم ومقاصدهم، وما يبلغوه من درجات في القوة والتأثير.
انطلاقا من هذا الطرح، يعد من باب النصيحة تفادي الاستهانة ببروز روسيا وعودتها بأيديولوجية
غامضة المعالم إن صح التعبير،و بغالبية غير راضية ومنددة للوضعية الجيوسياسية الدولية التي يفرزها
النظام الدولي الحالي،مدركة استحالة إبرام عقود سلام مع القوى المعتدية عليها، والتي حفظت دروس
أزمات الحرب الباردة، بنواياها الحالية في سعيها من خلال مخططاتها التدميرية،ضرب العمق الأوراسي
بغرض السيطرة عليه إذا تحقق سيناريو احتمال تحول حلف الناتو إلى قوة ريادية; أو استمرار بقاءه على
وضعيته الآنية على الأقل; أو تضحى مجبرة في حالة تحقق سيناريو احتمال ضعف وتفكك حلف الناتو
بالرضوخ أمام الوضع الراهن وربطها لجسور التواصل مع قوى الشرق الحاملة بين دفتيها نوايا تقسيم دولي
جديد يداهمها، يرتكز على فرع أساسي من دون أدنى مصالحة مع العالم الغربي في ظل تخطيط لمشروع
تأسيس مستقبل إمبراطورية أوراسيا العظمى متعددة الأقطاب بمعطياتها الجغرافية وقوتها البشرية
والاقتصادية،تجعل من القوى الغربية فصاعدا تعيد رسم سياستها بشكل ي ارعي مصالح جميع الأطراف
الدولية وإيجاد حلول للقضايا العالقة آخذة على التجاذب في دائرة من المصالح المتقاربة بأبعادها التعاونية
والتوافقية ليكسب كل منهما الدور المحرك للآخر في دائرة تأثيره الجيوسياسية ليضع جميع المصالح العليا
في الطريق السليم والصحيح، شريطة خلق حالة من الانسجام تؤسس لمستقبل علاقات دولية تقوم على
المفاوضات الهادفة، والحوار الدولي البناء، ومصالح الشراكة العالمية المتبادلة