التنافس التركي الروسي على الطاقة في حوض البحر الأسود 2015-2020
Loading...
Date
2023
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كلية الحقوق والعلوم السياسية
Abstract
حاولت هذه الدراسة الاجابة عن تساؤل محوري مفاده ما هي مظاهر التنافس التركي الروسي على الطاقة
في حوض البحر الأسود؟ وكإجابة على التساؤل موضوع الدراسة، فإن حوض البحر الاسود يمثل منطقة جيواستراتيجية مهمة لكل من روسيا وتركيا، حيث تسعى كل منهما لبسط نفوذها الاستراتيجي على المنطقة إلا أنه لا يمثل فضاءا للتنافس الطاقوي بين البلدين بل إنه يمثل منطقة للتعاون والتكامل بينهما في مجال الطاقة نظرا لاحتياج كل بلد للآخر، بل ان التنافس الطاقوي تجلى في مناطق اخرى كحوض البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين، كما تجلى التنافس بينهما في القضايا الأمنية في حوض البحر الأسود، وتخلص الدراسة الى جملة من النتائج تتلخص فيما يلي:
. تعتبر ظاهرة التنافس في العلاقات الدولية ظاهرة حيوية ومستمرة ومرتبطة بتحقيق المصلحة العليا للدولة في مختلف المجالات، يرجع ذلك إلى أن علاقات الدول فيما بينها مبنية بالأساس على تضارب المصالح وسعي كل منها لتحقيق أهداف معينة قد تتقاطع مع بعضها البعض، مما يدفعها الى التنافس من أجل تحقيق هذه الأهداف.
تعتبر منطقة حوض البحر الاسود منطقة جيواستراتيجية أكثر منها طاقوية خاصة وأنها من المناطق التي تطل عليها مجموعة كبيرة من الدول، حيث تعتبر بوابة لروسيا من أجل بلوغ المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط والدليل على هذه الأهمية الإستراتيجية قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ، اما تركيا فهي تسعى لأن تصبح مركز اقليمي للطاقة عن طريق محاولتها جعل مشروع خط التيار التركي الطريق الوحيدة لإمدادات الغاز الروسية البالغة 63 مليار متر مكعب الى
أوروبا. . تكتسب موارد الطاقة أهمية استراتيجية في تشكيل أنماط العلاقات بين الفواعل الدولية التي تسيطر عليها معادلة المصلحة، وتجعل من المناطق بهذه الموارد ذات أهمية على الصعيد الجيوبوليتيكي، لتكون الطاقة بذلك محور التنافس في القرن الحادي والعشرين في ظل الاقتصاديات المتنامية بسرعة وصعود أقطاب اقتصادية جديدة توسع حلبة المنافسة بين الفواعل الدولية والإقليمية على حد سواء حول تأمين موارد الطاقة. وهو ما يؤدي الى تزايد الاهتمام بالبحر الاسود بعد اكتشافات الطاقة الجديدة جنوبي المنطقة، لتأكد الدراسة صحة الفرضية والتي مفادها أنه في ظل الاقتصاد المتنامي في النظام الدولي، فانّه كلما زاد الطلب على الموارد الطاقوية، كلما زاد التنافس عليها لضمان .
امن الطاقة يتجاوز بعد تأمين الموارد الطاقوية فحسب، بل يشمل أيضاً الحفاظ على الأسواق والطلب لهذه الموارد الحيوية كما هو الحال بالنسبة لروسيا وسعيها للحفاظ على السوق الأوروبية
بالدرجة الأولى في أطار استراتيجية الابقاء على الحلفاء التقليديين. . شكلت موارد حوض البحر الأسود منفذاً بالنسبة لتركيا للتخفيف من تبعيتها للغاز الروسي، وضمان حصة كافية لتغطية احتياجاتها من الغاز بشكل كبير.
. تستغل تركيا وضعها الجيوبوليتيكي كأداة للانفتاح على العالم لتحويل التأثير الاقليمي الى تأثير دولي. وتعمل تركيا على احياء مكانتها ليس فقط من خلال الحضور السياسي، بل والاقتصادي أيضاً، لتأكد الدراسة صحة الفرضية الثانية بتعزيز تركيا لسيطرتها واحتكارها لخطوط أنابيب نقل الطاقة، لتكون المركز الاقليمي الطاقوي من جهة أخرى تم تأكيد صحة الفرضية الثالثة فان تبعية أوروبا للغاز الروسي تشكل مفتاحاً لتعزيز نفوذها ، وقد كانت مشاريع مد خطوط الإمدادات من مناطق اخرى مجاورة كبحر قزوين ومنطقة القوقاز مغرية لدخول روسيا طرفاً في هذه المشاريع وسعيها لتكون شريكة فيها للحيلولة دون انشاء خطوط جديدة تكون بدائل محتملة للغاز والنفط
الروسي. يغلب أسلوب التعاون على طبيعة العلاقات الطاقوية الروسية التركية في حوض البحر الاسود خاصة وأن روسيا بلد طاقوي في حين ان تركيا بلد يحتاج لموارد الطاقة، كما ان روسيا تحتاج لنقل مواردها الطاقوية إلى العالم عبر أنابيب ومسارات الطاقة التي تمر عبر الاراضي التركية خاصة بعض غلق مسارات الطاقة التي تمر عبر اكرانيا عقب الأزمة الاخيرة بين روسيا وأوكرانيا وتفجير السيل الشمالي، اضافة الى امتلاك تركيا لممرات ومضائق مائية تساعد على نقل وتسهيل نقل هذه
الموارد.