جيوسياسية الغاز في العلاقات الروسية - الأوروبية
Loading...
Date
2022
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
قسم العلوم السياسية
Abstract
شكل الغاز الطبيعي إشكالية جيوسياسية
في العلاقات الروسية الأوروبية، بعد ما كان مورد طبيعي اقتصادي تحول إلى بعد جيوسياسي،
جراء الأزمات المتتالية حول الغاز الطبيعي على الحدود الشرقية.
ففي الفصل الأول من بحثنا حددنا أهم المصطلحات المشابهة والفروقات مع مفهوم
الجيوسياسية كالجغرافيا السياسية والجيواقتصادية والجيواستراتيجية، ومدى أهمية الغاز في
العلاقات الروسية الأوروبية، وكم تملك روسيا ودول أوروبا من احتياطات الموارد الطاقوية
خاصة الغاز الطبيعي، وصولا إلى تحديد المسار التاريخي لهذه العلاقات أثناء الحرب الباردة
التي كانت تتميز بالصراع والتنافس، أما بعد فترة الحرب الباردة تغيرت توجهات روسيا نحو
أوروبا خاصة بعد وصول فلاديمير بوتين، إلى الحكم سنة 2000م، فتحولت من قوة صلبة
إلى قوة الطاقوية – الغاز الطبيعي-.
من خلال استغلال روسيا دول أوروبا بافتقارها لهذه الموارد الطاقوية الغاز الطبيعي جعلها
تستورد من روسيا.
وبعد تحديدنا لحدود اوراسيا وفق نظريات الجيوبوليتيكية لمقاربة ماكندر وسبيكمان التي حددت
لنا قبل الأرض HEARTHLANDوأنها منطقة الارتكاز الغنية بالمواد الطاقوية، ومقاربة
نيكولاس سبيكمان التي حددت لنا حافة الأرض أو الإطار لأوروبا وروسيا وسميت Rimland
وتتميز بالأهمية الكبيرة من خلال زيادة الصراعات الجيوسياسية حولها خاصة أوكرانيا.
وأما النظرية الرابعة لألكسندر دوغين والتي سميت بهذا الاسم بعد إلغائها الأيديولوجيات التقليدية
وجاءت بأفكاره لقيام الأوراسية الجديدة لمواجهة الغرب الإيمبريالي، باستخدام أداة الغاز لأنه
بالنسبة لدوغين يعد أداة، أو ملحق ثانوي فقط، لأن المشكلة حضارية جيوسياسية مناهضة
للخطر الأيديولوجي الأمريكي.
واستنادا على هذا نستنتج ما يلي:
إن العلاقات الروسية الاوروبية تحكمها معطيات الجغرافيا السياسية، والتي تعتبر أداة
مهمة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية لكل منها.
إن إدراك صانع القرار الروسي بمقدرات بلاده الجيوسياسية، جعلته يستخدم الغاز
كورقة ضغط في علاقاتها مع أوروبا لتحقيق أهداف جيوسياسية وجيوستراتيجية.
العلاقات الروسية الأوروبية علاقات تحكمها البرغماتية بعيدا عن الإيديولوجية.
أهمية الجغرافيا السياسية جعلت المفكرين، يبحثون عن أسباب قوة الدول والمشروع
الأوراسي الذي ينادي به ألكسندر دوغين هو أحد مفاتيح القوة لروسيا قارتي آسيا
وأوروبا.
أما الفصل الثاني من بحثنا، كان بخصوص التعرف على مكانة الغاز في العلاقات الاقتصادية
بين الطرف الروسي كمنتج ومصدر، ودول أوروبا كمستوردة للغاز، إلى أن تحولت هذه العلاقة
إلى بعد جيوسياسي وذلك من خلال التغيرات الحاصلة في دول شرق أوروبا تحديدا أوكرانيا
التي تمر على أراضيها شبكة أنابيب الغاز الطبيعي، والتي ضغطت على روسيا لزيادة رسوم
العبور، ما زاد قلق روسيا، وبالمقابل قلق أوروبا بحدوث أزمة الطاقة بعد قيام حروب الغاز
بين روسيا وأوكرانيا، ما نتج عنها اضطرابات وتداعيات متتالية على تجارة الطاقة (الغاز
الطبيعي) في الخطابات الأمنية والسياسية للدول الأوروبية، على أمن الطاقة انطلاقا من هذه
الأزمات، وتذكيرهم بمدى اعتمادهم على الغاز الروسي خاصة بمدى ارتباطهم بشبكة أنابيب
الغاز والمتمثلة في خط يامال – أوروبا، وأنبوب غاز روسيا – أوكرانيا، وأنبوب غاز روسيا –
أوروبا عبر ألمانيا، والمتمثل هذا الأخير في خط نورد ستريم ،2الذي وجه البعد الجيوسياسي
حول هذا الخط بقوة، وتحويل الغاز من سلعة اقتصادية إلى سلعة جيوسياسية، وسلاح بيد
روسيا ضد الغرب، ومنه نخرج بنتائج على التسلسل الآتي:
متغير الغاز مهم في العلاقات الروسية – الأوروبية المحمل بالمشكلات الجيوسياسية
مع الدول الشرقية لأوروبا التي تكون معبر خطوط نقل الغاز الطبيعي وخاصة مع
أوكرانيا.
بروز متغير الغاز في توجهات السياسة الخارجية الروسية، ومحاولة بوتين إحياء
الطموح الأوراسي الذي نادى به ألكسندر دوغين، وتحييده للهيمنة الأمريكية العالمية
باستخدام هذا المتغير لزيادة نفوذها فقي الأسواق الأوروبية للطاقة.
إن العلاقات الأوروبية-الروسية تحكمها المصالح المتبادلة، فروسيا تعتبر الممون
الرئيسي للغاز نحو أوروبا، والأخيرة تعتبر مصدر مهم للتكنولوجيا التي تستخدمها
روسيا في الصناعة العسكرية.
طلب أوروبا على الغاز الروسي خلق واقع حتمية الاعتماد المتبادل بين الطرفين.
إن أمن الطاقة يتحقق بتأمين شبكة الخطوط أنابيب لصادرات الطاقة خاصة الغاز
الطبيعي، وأطراف عبورها كأوكرانيا وبلاروسيا.
إن الأزمات المتتالية حول الغاز بين روسي وأوكرانيا تحولت إلى أداة ضغط جيوسياسية
تستخدمها روسيا ضد الدول الأوروبية إلى يومنا هذا.
وفي الفصل الثالث من بحثنا تطرقنا أولا إلى تحديد تحديات و رهانات التبادلية جيوساسيا من
خلال ازدواجية المأزق الأمني الجيوبوليتيكي لكلا الطرفين، فأوروبا كان مأزقها من خلال
الأزمات متتالية في أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم لروسيا، والتي كانت تابعه لأوكرانيا، وايضا
الحرب الأوكرانية الحالية لسنه ،2022وأمام قوة روسيا تدخلت الولايات المتحدة وحلف الناتو
وفرض العقوبات الأوروبية والأمريكية على روسيا.
والذي وضع هذه الأخيرة في مأزق خاصه تدخل حلف الناتو في جوارها القريب، ونصب دروع
صاروخية على حدود الدول الشرقية الأوروبية كأوكرانيا وبيلاروسيا.
وعلى هذا نصل إلى النتائج التالية:
جعل الغاز عامل محدد لطبيعة العلاقات الروسية- الأوروبية ولمستقبلها في ظل
التغيرات الدولية الراهنة.
إن توتر العلاقات بين روسيا وأوروبا بخصوص مسائل إقليمية مشتركة، يؤثر على
الأمن الطاقوي لأوروبا، برغم أن روسيا لم تتوقف بتاتا عن تزويد أوروبا بالغاز، حتى
في عزة الأزمة الأوكرانية الأولى (سنة )2014والثانية (سنة .)2022