التخصص الوظيفي و الأداء
Loading...
Date
2021
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة 02أوت 1955سكيكدة
Abstract
يشكل التخصص احد الموضوعات التي تحظى بالاهتمام المتزايد في مختلف الدوائر
العلمية، نظرا لارتباطه بالجانب الاقتصادي و تحقيق الذات و تطوير هوية العامل من
ناحية، و إعطاء الأولوية للاستقلالية و نشر روح الابتكار و الإبداع من ناحية أخرى.
في خضم التحولات التي تشهدها المؤسسات المعاصرة و التي أثارت جدلا في مختلف
الدوائر العلمية حول عناصر و مكونات هذه الظاهرة، و مدى تطورها و تأثيراتها المتنوعة،
سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، أو المؤسسة.
و لقد اتخذ هذا الجدل مسارات معرفية متباينة، تجسدت في عدد من الاتجاهات النظرية
بدء من النظريات الكلاسيكية و انتهاء بالبدائل السوسيولوجية الجديدة. وقد صاحب هذا
التحول الفكري، تزايدا ملحوظا في عدد الأبحاث الأمبريقية التي عنيت بالتخصص بمختلف
أبعاده و تجسداته.
و في المقابل، نجد ظاهرة الأداء تتغير بتغير محدداتها، خاصة تلك المتعلقة بالتخصص
الوظيفي و يمكن تلمس هذه الظاهرة في المجهود الذي يبذل و مستواه، من حيث كمية
وجودة العمل المطلوب، أو الوقت المحدد للقيام به.
لذا حاولنا في هذه الدراسة تقصي العلاقة القائمة بين التخصص الوظيفي كمتغير مستقل
و الأداء كمتغير تابع و ذلك من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ما طبيعة العلاقة القائمة بين التخصص الوظيفي و الأداء؟
- إلى أي مدى يؤثر التخصص الأفقي في مستويات التنسيق، الدقة في العمل و تحقيق
الفعالية و الكفاءة الإنتاجية؟
- إلى أي مدى يؤثر التخصص العمودي في مستويات الانضباط و تحقيق الأهداف؟
كما تسعى الدراسة الراهنة إلى تحقيق الأهداف التالية:
1محاولة التعرف على عناصر و مكونات التخصص الوظيفي، و تشخيص تجسداته.
-2محاولة التعرف على عناصر و مكونات الأداء، و تشخيص أبعاده و دلالاته.
-3محاولة الكشف عن طبيعة العلاقة القائمة بين التخصص الوظيفي و الأداء.
- 4إيجاد العلاقة بين نمطي التخصص العمودي و الأفقي من جهة و الأداء من جهة
أخرى.-232-
و عليه فقد حاولنا في هذه الدراسة طرح هذا الموضوع في سياق المؤسسة الجزائرية التي
تشهد تحولات تنظيمية ، و يرتبط هذا الطرح بإثارة جملة من القضايا البحثية التي تخول
مشروعية تناوله العلمي كمتطلب أساسي يقتضي تحديد مضامينه و أبعاده و مترتباته،
و من هذا المنطلق سعت الدراسة إلى محاولة تشخيص الواقع الفعلي لظاهرة التخصص
الوظيفي ببعديه العمودي و الأفقي في المؤسسة المينائية في سكيكدة و علاقة ذلك بالأداء
و لتحقيق هذا المسعى قسمت الدراسة إلى تسعة فصول متمحورة حول الإطار التصوري
للدراسة، المداخل النظرية لدراسة التخصص و الأداء، البعد الامبريقي للدراسة، الإجراءات
المنهجية، فمن حيث المنهج اعتمدت الدراسة على المسح بالعينة، كما أستخدمنا العينة
الحصصية بنسبة % 11أي 121مفردة، من حيث تقنيات البحث أستخدمنا أداة الاستمارة
كأداة رئيسية إلى جانب المقابلة، كما تضمن الفصلان السابع و الثامن معالجة البيانات
المتعلقة بالفرضيتين الجزئيتين للدراسة، في حين خصص الفصل التاسع لمناقشة نتائج في
ضوء الفروض و الدراسات السابقة إلى جانب بعض القضايا التي تثيرها الدراسة.
و عليه فقد كشف التحليل الإحصائي للبيانات الميدانية على الصدق الامبريقي للفرضيتين
الجزئيتين و بالتالي صدق الفرضية العامة التي مفادها أن هناك علاقة دالة بين تزيد
التخصص الوظيفي و تزايد مستويات أداء العامل