مشكلات الإسكان وتأثيـرهـا علـى علاقــات الجيــرة
Loading...
Date
2025
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة 20أوت – 1955سكيكدة
Abstract
تتناول هذه الأطروحة بالدراسة والتحليل إحدى أهم الإشكاليات السوسيولوجية الحضرية المعاصرة، والمتمثلة في
مشكلات الإسكان وتأثيراتها المركبة على أنماط التفاعل الإجتماعي، وبخاصة علاقات الجيرة، في الأحياء الشعبية
بمدينة سكيكدة، وتنبع أهمية هذه الدراسة من كون أن مشكلات الإسكان لم تعد تُختزل في بعدها العمراني أو
التخطيطي، بل أضحت تمس بنيات التماسك الإجتماعي، وتعيد تشكيل النسق الثقافي والعلائقي داخل المجال
الحضري.
وقد إنطلقت الدراسة من إشكالية محورية خلصت إلى طرح تساؤل رئيسي عل النحو التالي: كيف تؤثر مشكلات
الإسكان السائدة في الأحياء الشعبية لمدينة سكيكدة في تغير علاقات الجيرة؟ وقد تفرع عن هذا التساؤل الرئيسي
أربع تساؤلت فرعية، تناولت العلاقة بين الأبعاد الإجتماعية، الثقافية، الإيكولوجية والإقتصادية لمشكلات الإسكان
وعلاقات الجيرة وإنطلاقاا من التساؤل الرئيسي ثم صياغة فرضية عامة على النحو التالي: تؤثر مشكلات الإسكان
السائدة في الأحياء الشعبية لمدينة سكيكدة في تغير نوعية علاقات الجيرة وقد تفرع عن الفرضية العامة أربعة
فرضيات جزئية.
إعتمد الباحث مقاربة نظرية متعددة الأبعاد، كالمدخل الأنثربولوجي، والإيكولوجية الحضرية، والثقافة الحضرية،
والنظرية الماركسية المحدثة، والبنائية الوظيفية، والإتجاه الفيبري، ومدخل ثقافة الفقر والهامشية الحضرية، في
محاولة لتفكيك الأبعاد المركبة للمشكلات الإسكان، وتحليل تداعياته الإجتماعية والثقافية والإيكولوجية.
منهجياا، تم إختيار أربعة أحياء شعبية بمدينة سكيكدة كميادين للدراسة (حي الإخوة عياشي، الإخوة ساكر، محمد
ناموس، الزيتون،) بإعتبارها تمثل نماذج حياة لمجال حضري هش تتقاطع فيه أزمات الإسكان مع مظاهر التفكك
الإجتماعي. وقد أستُخدم الإستبيان كأداة أساسية لجمع البيانات، بالإضافة إلى الملاحظة بالمشاركة، والمقابلة
الموجهة وثم تحليل النتائج إحصائياا بطريقة كمية وكيفية.
توصلت الدراسة إلى نتائج هامة من أبرزها: أن مشكلات الإسكان في الأحياء الشعبية مجال الدراسة ل تؤدي فقط
إلى تدهور الشروط المعيشية، بل تتسبب كذلك في تفكك العلاقات الأولية، وإنحسار التضامن، وتزايد النزاعات
والعنف اللفظي، وضعف الإحساس بالإنتماء. كما أبانت عن تنامي النزعات الفردية، وتراجع قيم التعاون والتضامن
لصالح أنماط تفاعلية سطحية وضعيفة.
وقد أكدت نتائج التحليل صحة الفرضية العامة، وصدق الفرضيات الجزئية الأربعة، بما يبرهن على العلاقة السببية
بين مشكلات الإسكان وتغير نوعية علاقات الجيرة.
توصي الدراسة بضرورة إعتماد مقاربة شمولية في التخطيط السكني، تراعي ليس فقط البعد التقني والهندسي، وإنما
تؤخذ أي اضا بعين الإعتبارالأبعاد السوسيولوجية والثقافية، مع العمل على ثنمية ثقافة الجيرة وتعزيز المشاركة
المجتمعية في الأحياء الشعبية